-A +A
مي خالد
ناضلت النساء طوال التاريخ، وكسبن الحق في الملكية، والحق في التصويت، والأجور المتساوية. وبمجرد فوزهن انخفض معدل الخصوبة.

لا تختار النساء أن يصبحن بلا أطفال لأنهن لا يستطعن تربية الأطفال، تختار المرأة عدم الإنجاب أو إنجاب عدد أقل من الأطفال؛ لأن هناك حياة عملية أفضل لها بلا أطفال.


لذا ستتجنب البشرية التوقعات بانكماش سكان العالم عبر تحسين ظروف عمل المرأة.

تناولنا في الأسبوع الماضي جانباً من الأفكار حول الدراسات والأبحاث التي تتنبأ بتقلص عدد الشعوب وأن عدد كبار السن في المجتمعات سيطغى على عدد الشباب.

الغريب أن العلماء الذين يحذرون الآن من تحقق هذه النتائج يتجاهلون نظريات زملائهم الذين دأبوا على تحذيرنا من الانفجار السكاني، ألم يجد هؤلاء العلماء أن عدد السكان الأقل على الكوكب سيجلب معه عددًا من الفوائد؟!

مثل حصول عدد أقل من العمال على أجور أعلى، وأن الوظائف الجيدة ستحفز الابتكار وسوف تتحسن البيئة، وسوف يتضاءل خطر المجاعة، وسيؤدي انخفاض معدلات المواليد في العالم النامي إلى زيادة الثراء والاستقلالية للمرأة.

وهناك إيجابية أيضا لو تحققت نبوءتهم بانكماش سكان الكرة الأرضية وهي أنه إذا أبطأ العالم نموه بالفعل وبدأ في السير في الاتجاه الآخر فربما سيكون سكانه أكثر استدامة وتطول أعمارهم، لأنه سيكون هناك المزيد من الموارد وسينخفض نصيب الفرد من التلوث.

ولو انخفض فعلاً نمو عدد السكان سينمو مرة أخرى بكل تأكيد، فربما سنخترع الحمل الخارجي كما يحدث في أفلام الخيال العلمي وستنمي الشركات موظفين خارقين يقومون بكل المهام مع الذكاء الاصطناعي.

وعلى الأرجح، ستؤدي أزمة العمالة الناجمة عن انخفاض عدد السكان إلى زيادة الأجور، مما يسمح للناس بشراء منازل ذات حدائق وإنجاب أطفال أكثر مما يستطيعون الآن.

حجتي في ذلك إحصائية سعودية تقول إن عدد مواليد الثمانينات في السعودية هو العدد الأكبر بين العقود السابقة والتالية، وتفسيري لذلك أن الثمانينات تزامنت مع ما يسمى شعبياً عصر الطفرة، حيث امتلك السعوديون بيوتاً عصرية أكبر وذات حدائق وأنجبوا الكثير من الأطفال.